في ظل ما تشهده المنطقة من حركة غير مسبوقة للتطبيع بين حكومة دمشق ودول إقليمية لها دور في الأزمة السورية، نظم مجلس سوريا الديمقراطية ندوة حوارية لبحث الانعكاسات والتأثيرات على شمال وشرق سوريا وسوريا، شارك فيها ممثلون عن الأحزاب السياسية وشيوخ ووجهاء العشائر ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات حقوقية وسياسية، وذلك في قاعة مركز الثقافة والفن وسط مدينة منبج.
وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأروح الشهداء، ومن ثم تم تقديم تحليل للواقع السياسي في المنطقة والتحركات الأخيرة ومدى تأثيرها على شمال وشرق سوريا وعلى القضية السورية، قدمه عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية حسن محمد علي وقال: "إن الدول الفاعلة في المنطقة بدأت تنتقل من السياسة الخشنة إلى السياسة الناعمة لذلك ستقدم تنازلات وهذه الدول تبحث لنفسها عن دور فعال، وتركيا تحاول من خلال تطبيعها مع النظام شرعنة احتلالها للأراضي السورية وتحاول هي وحكومة دمشق نسف مشروع الإدارة الذاتية وإعادة الفوضى والإرهاب إلى المنطقة "
وأكد حسن محمد علي أن "الإدارة الذاتية أثبتت أنها مشروع الحل واستطاعت من خلال المبادرة التي أطلقتها أن تسحب البساط من تحت تركيا التي تحاول من خلال التطبيع اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية. ومبادرة الإدارة الذاتية أثبتت أن الإدارة الذاتية هي طريق الحل وفق ثوابت الإدارة المتمثلة بالحوار السوري - السوري ".
وثمّن محمد علي "جهود الدول العربية إذا كان التطبيع سيصل إلى الحل السياسي، ولكننا ننبه أننا لسنا مع التطبيع من أجل إعادة إنتاج نظام استبدادي وهذا التطبيع يجب أن يكون في إطار حل القضية السورية وليس تطبيعاً على حساب الشعب السوري ".
وبين عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية في ختام حديثه "أن مناطق شمال وشرق سوريا هي مكان انطلاق النور إلى كل سوريا وهذا يضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة في إظهار اللحمة الوطنية وعلينا أن نستخدم كل جهودنا في تطوير نموذج الإدارة الذاتية الذي يحتذى به، وأي سبيل لحل القضية السورية يجب أن يمر من مناطق شمال وشرق سوريا وإلا سيكون فاشلاً ولن يلبي متطلبات السوريين ".
ومن ثم فتح المجال أمام الحضور لعرض مداخلاتهم التي أكدت على أن مشروع الإدارة الذاتية هو سبيل الحل الوحيد للقضية السوريا، وهو الطريق الذي يحقق آمال السوريين وتطلعاتهم في الوصول إلى سوريا ديمقراطية لامركزية، وأن أي محاولات لتسويات سياسية لا تمثل تطلعات السوريين سوف تؤدي إلى تعمق الجرح السوري والمزيد من الخراب والدمار.